عشان كدا ما كنت عاوز اظهر في نشرة الاخبار ( وش رافع يدينو يدعوا لي جيلكم بخدرة و نضرة دائمة )
يا وريفة الوجع خلاني اكتب الكلام الكتير داك . . . فاعذروني على المداخلة المبهولة و مطموسة و طامسة
اها وقفنا وين بهناك ؟ 1986 م ؟
بالمناسبة 83 و 84 اوجع من ان تكتب . . . فدعوها تمر . . .
نرجع لثورة الاصابع البنفسجية . . . كوة الضوء الوحيدة في الزمن داك ، كدي قبلها اضاءة للمكان في ذاكرتي :
" . . . هكذا كانت ( موران ) عبر مئات السنين . صحيح انها كبرت و اتسعت في بعض الفترات . ثم تراجعت و صغرت في فترات اخرى . بل و كادت تندثر من الطواعين و الجوع و الحزن لكنها كانت دائماً تنهض من بين الرمال و تعاود الحياة " " . . . اما الذين حكموا ( موران ) و ما حولها فكانوا يخافون هذه المدينة اكثر مما يحبونها . و كانوا دائماً يتوقعون ان تنشق الارض فجاة و تاتي على كل شيء ، و هذا التوقع الذي ملأ الحكام منذ ان وجدت ( موران ) ، و ان لم يدركوا له سبباً واعياً . ملأهم بحقيقة سيطرت عليهم دائماً ، ان يعيشوا ليومهم ، الا ينتظروا الغد لأن الغد اغلب الاحيان لا يأتي . هذه الحقيقة التي تسربت بخفاء و على مهل جعلت ( موران ) دائمة التوقع تنتظر و لا تمل من الانتظار . كانت و عيون الناس لا تفارق قصر السلطان اياً كان هذا السلطان . . . "
لو تغير المئات لمئة واحدة و صارت عبر مئة سنة لجزمت ان عبد الرحمن منيف كان يحكي عن كوستي عندما كان يحكي عن " موران " في " الملح الاخدود " و لاستحقت الاقواس اعلاه ان تحنو بانحناءاتها على لفظة كوستي . . . تلك المدينة التي ندين لها بانحناءة تليق في مئويتها الاولى لانها انثى ما عودتنا الانحناء لجبار و صدقت اشراقة مصطفى ذات بوست لما قالت " كوستي ابت ان تلين "
سفاح و قال كوستي حفرة و انا بدفنها . . . ما شفنا لواري تراب جاتنا !
و كوستي ما ممكن تنحني لمجرد غبار كثيف او حتى لريح جليلة ذاتو . . . و ظلت تُقتل الف مرة و لا تموت . و سلطان آخر كان منتظر انها تشاركه جلسته الخليعة و احتمال يكون منى نفسه باكتر من كدا . مسكين قام ما عملها احد عواصمه و ما درى انها عاصمة ما تستحقه فعلاً . . .
جابوا " الجيلي احمد الشريف " محافظاً . . . فكر في الناس الفوق كالعادة . . . دي قيم مجتمع التبادل و كل شئ سلعة و عندو درجة و ليهو تمن . اول مافكر قرر ، قام رحّل " الكمبو " بضعة كيلومترات عن مجرى النيل و وزع اراضيهم درجة اول لمن لا يحتاج سكن اصلاً او هم اصلاً ليسوا اصلاء في كوستي . و النتيجة ليومنا دا مافي " كمبو " و مافي أي حاجة غيروا . فقط اراضي درجة اولى يملكها من لا يحتاجها .و انكشف وجه النيل و ما انكسف للقال عليه احد العابرين للمدينة " مستنقعات " لأنها ما مستنقعات هو ما درى انها مزارع تؤمن وجبة اساسية للسكان من الرز الوطني الممتاز .منتج محلي يا عمك .ما عندنا مستنقعاتالغريب " ورشة " الرضى الهندسية الحديثة " بقت كفتريا خمسة نجوم اسي . . .استهلاك في استهلاك . . . ما قلتوا تنمية ؟
و اقتص اهل الكمبو من المحافظ بتسمية الكمبو الجديد بـ " الجيلي ابانا " . . . حيلتهم ايه هم ؟
دي كوستي . . . و ديل مرشحينها . . . اولادها البررة :
محمد عمر - الحزب الاتحادي الديمقراطي ( مدير مدرستنا القومية المتوسطة ). . . ما ناظر مدرستنا ( وش بمبي )
عبد المحمود الحاج صالح - حزب الامة القومي ( الجديد وقتها ) . . . المحامي و موثق العقود زي ما كان مكتوب في لافتة مكتبه و في كراس صالح ود دفعتنا كان الاسم مكتوب صالح عبد المحمود صالح
د. حمودة فتح الرحمن - الحزب الشيوعي السوداني . . . طبيب
تعرفي يا اماني حمونا نشارك في التصويت تصدقي ؟ قدر ما حنسناهم ابوا . . . ابوي ميت ياخ ! برضو ابو يحنوا . . .
لكن احسن ليهم . . . زي نوعيتي دي لو ادوها فرصة تصوت كان لخبطنا الشغلة و كان صوتنا ليهم التلاتة . . . كنا تحت السن القانونية و ابشرك في الجاية دي برضو ما حنشارك و انت ما ح تشاركي يعني تعادل . . . ما فتناكم بشي .
فاز عبد المحمود الحاج صالح . . . و لاحقاً بقى وزير العدل و النائب العام في حكومة الائتلاف . و برضو وكتها كان في هتاف :
يا محمد احمد همتك
صوتك امانة في ذمتك
ما تخلي سادن قمتك
سدنة ديل ما تصوتولم . . . سدنة ديل
سدنة و كمية من اللترتشا . . . كنس آثار مايو . . . و اييييييييك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق